الجمعة، 21 يوليو 2017

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم 22

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم 22:

ما من نفَس تبديه.. إلا وله قدَر فيك يمضيه".

النفس ـ بفتح الفاء ـ جزء من الهواء يخرج من باطن البدن في جزء من الزمن.. والمعنى: ليس من نفس من أنفاسك تبديه أي تظهره بقدرة الله تعالى إلا وله تعالى فيك قدر ـ بفتح الدال المهملة ـ أي أمر مقدر ناشئ عن قدرته وإرادته.
يمضيه: أي ينفذه كائنا ما كان.. فأنت رهن القضاء والقدر في كل نفس وفي كل
طرفة عين.. فكن عبدا لله في كل شيء: عطاء ومنعا.. وعزا وذلا.. وقبضا وبسطا.. وفقدا ووجدا.. إلى غير ذلك من مختلفات الآثار وتنقلات الأطوار.. فإن الكاملين من أهل الله يراعون الحق في كل نفس حتى يكونوا أبدا بالموافقة مع ما أقام الحق فيه عبده من شواغل العبادة لا يجب الفراغ منه.. بعدم العجب من أكدار الدنيا إذ هذه طبيعتها قضى بها الله تعالى . وهذا مقام شريف لا يوفي به إلا أهل العنايات.
ومن غفل في حسابه.. خسر في اكتسابه.
وقال بعض العارفين:
من أدرك في نفسه التغيير والتبديل في كل نفس فهو العالم بقوله تعالى: { كل يوم هو في شأن } ”29 “ الرحمن.
وما ألطف قول بعضهم:
نفذت مقادير الإله وحكمه ** فأرح فؤادك من لعل ومن لو


0 التعليقات:

إرسال تعليق