الجمعة، 10 أغسطس 2018

منظومة أسماء الله الحسنى لسيدي أحمد الدرديري

منظومة أسماء الله الحسنى لسيدي أحمد الدرديري




تَبَارَكْتَ يَا اللهُ رَبِّي لَكَ الثّنَا ................. فَحَمْداً لِمَوْلاَنَا وَشُكْراً لِرَبِّنَا

بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَأسْرَارَهَا الَّتِي ................. أقَمْتَ بِهَا الأَكْوَانَ مِنْ حَضْرَةِ الغِنَا
فَنَدْعُوكَ يَا اللهُ يَا مُبْدِعَ الوَرَى ................. يَقِيناً يَقِينَا الهَمَّ وَالكَرْبَ وَالعَنَ
وَيَا رَبُّ يَا رَحْمَنُ هَبْنَا مَعَارِفاً ................. وَلُطْفاً وَإِحْسَاناً وَنُوراً يَعُمُّنَا
وَسِرْ يَا رَحِيمَ الْعَالَمِينَ بِجَمْعِنَا ................. إِلَى حَضْرَةِ القُرْبِ الْمُقَدَّسِ وَاهْدِنَا
وَيَا مَالِكٌ مَلِّكْ جَمِيعَ عَوَالِمِي ................. لِرُوحِي وَخَلِّصْ مِنْ سِوَاكَ عُقُولَنَا
وَقَدِّسْ أيَا قُدُّوسُ نَفْسِي مِنَ الْهَوَى ................. وَسَلِّمْ جَمِيعِي يَا سَلامُ مِنَ الضَّنَا
وَيَا مُؤمِنٌ هَبْ لِي أمَاناً وَبَهْجَةً ................. وَجَمِّلْ جَنَانِي يَا مُهَيْمِنُ بِالْمُنَى
وَجُدْ لِي بِعِزٍّ يَا عَزِيزُ وَقُوَّةٍ ................. وَبِالجَبْرِ يَا جَبَّارُ بَدِّدْ عَدُوَّنَا
وَكَبِّر شُئونِي فِيكَ يَا مُتَكَبِّرٌ ................. وَيَا خَالِقَ الأَكْوَانِ بِالفَيْضِ عُمَّنَا
وَيَا بَارِئُ احْفَظْنَا مِنَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ................. بِفَضْلِكَ وَاكْشِفْ يَا مُصَوِّرُ كَرْبَنَا
وَبِالغَفْرِ يَا غَفَّارُ مَحِّصْ ذُنُوبَنَا ................. وَبِالقَهْرِ يَا قَهَّارُ اقْهَرْ عَدُوَّنا
وَهَبْ لِي أَيَا وَهّابُ عِلْماً وَحِكْمَةً ................. وَلِلرِّزْقِ يَا رَزّاقُ وَسِّعْ وَجُدْ لَنَا
وَبِالفَتْحِ يَا فَتّاحُ عَجِّلْ تَكَرُّماً ................. وَبِالعِلْمِ نَوِّرْ يَا عَلِيمُ قُلُوبَنَا
وَيَا قَابِضُ اقْبِضْنَا عَلَى خَيْرِ حَالَةٍ ................. وَيَا بَاسِطَ الأَرْزَاقِ بَسْطاً لِرِزْقِنَا
وَيَا خَافِضُ اخْفِضْ لِي القُلُوبَ تَحَبُّباً ................. وَيَا رَافِعُ ارْفَعْ ذِكْرَنا وَاعْلِ قَدْرَنَا
وَبِالزُّهْدِ وَالتّقْوَى مُعِزٌّ أعِزَّنَا ................. وَذَلِّلْ بِصَفْوٍ يَا مُذِلُّ نُفُوسَنَا
وَنَفِّذْ بِحَقٍّ يَا سَمِيعُ مَقَالَتِي ................. وَبَصِّرْ فُؤَادِي يَا بَصِيرُ بِعَيْبِنَا
وَيَا حَكَمٌ يَا عَدْلُ حَكِّمْ قُلُوبَنَا ................. بِعَدْلِكَ فِي الأَشْيَا وَبِالرُّشْدِ قَوِّنَا
وَحُفَّ بِلُطْفٍ يَا لَطِيفُ أحِبَّتِي ................. وَتَوِّجْهُمُو بِالنُّورِ كَيْ يُدْرِكُوا الْمُنَى
وَكُنْ يَا خَبِيرٌ كَاشِفاً لِكُرُوبِنَا ................. وَبِالْحِلْمِ خَلِّقْ يَا حَلِيمُ نُفُوسَنَا
وَبِالعِلْمِ عَظِّمْ يَا عَظِيمُ شُئونَنَا ................. وَفِي مَقْعَدِ الصِّدْقِ الأَجَلِّ أحِلَّنَا
غَفُورٌ شَكُورٌ لَمْ تَزَلْ مُتَفَضِّلاً ................. فَبِالشُّكْرِ وَالغُفْرَانِ مَوْلاَيَ خُصَّنَا
عَلِيٌّ كَبِيرٌ جَلَّ عَنْ وَهْمِ وَاهِمٍ ................. فَسُبْحَانَكَ اللَّهُمّ عَنْ وَصْفِ مَنْ جَنَى
وَكُنْ لِي حَفِيظاً يَا حَفِيظُ مِنَ البَلاَ ................. مُقِيتٌ أقِتْنَا خَيْرَ قُوتٍ وَهَنِّنَا
وَأنْتَ غِيَاثِي يَا حَسِيبُ مِنَ الرَّدَى ................. وَأنْتَ مَلاَذِي يَا جَلِيلُ وَحَسْبُنَا
وَجُدْ يَا كَرِيمٌ بِالعَطَا مِنْكَ وَالرِّضَا ................. وَتَزْكِيَةِ الأَخْلاَقِ وَالْجُودِ وَالغِنَى
رَقِيبٌ عَلَيْنَا فَاعْفُ عَنَّا وَعَافِنَا ................. وَيَسِّرْ عَليْنَا يَا مُجِيبُ أمُورَنَا
وَيَا وَاسِعاً وَسِّعْ لَنَا العِلْمَ وَالعَطَا ................. حَكِيماً أنِلْنَا حِكْمَةً مِنْكَ تَهْدِنَا
وَدُودٌ فَجُدْ بِالوُدِّ مِنْكَ تَكَرُّماً ................. عَليْنَا وَشَرِّفْ يَا مَجِيدُ شُئونَنَا
وَيَا بَاعِثُ ابْعَثْنَا عَلَى خَيْرِ حَالَةٍ ................. شَهيدٌ فَأشْهِدْنَا عُلاَكَ بِجَمْعِنَا
وَيَا حَقُّ حَقِّقْنَا بِسِرٍّ مُقَدَّسٍ ................. وَكِيلٌ تَوَكَّلْنَا عَليْكَ بِكَ اكْفِنَا
قَوِيٌّ مَتِينٌ قَوِّ عَزْمِي وهِمَّتِي ................. وَلِيٌّ حَميدٌ لَيْسَ إلاَّ لَكَ الثَّنَا
وَيَا مُحْصِيَ الأَشْيَاءَ يَا مُبْدِئَ الوَرَى ................. تَعَطَّفْ عَليْنَا بِالْمَسَرَّةِ وَالْهَنَا
أعِدْنَا بِنُورٍ يَا مُعِيدُ وَأحْيِنَا ................. عَلَى الدِّينِ يَا مُحْيِي الأَنَامَ مِنَ الفَنَا
مُمِيتٌ أمِتْنِي مُسْلِماً ومُوَحِّداً ................. وَشَرِّفْ بِذَا قَدْرِي كَمَا أنْتَ رَبُّنَا
وَيَا حَيُّ يَا قَيُّومُ قَوِّمْ أمُورَنَا ................. وَيَا وَاجِدٌ أنْتَ الغَنِيُّ فَأغْنِنَا
وَيَا مَاجِدٌ شَرِّفْ بِمَجْدِكَ قَدْرَنَا ................. وَيَا وَاحِدٌ فَرِّجْ كُرُوبِي وَغَمَّنَا
وَيَا صَمَدٌ فَوَّضْتُّ أمْرِي إِلَيْكَ لاَ ................. تَكِلْنِي لِنَفْسِي وَاهْدِنَا رَبِّ سُبْلَنَا
وَيَا قَادِرُ أَقْدِرْنَا عَلَى صَدْمَةِ العِدَا ................. وَمُقْتَدِرٌ خَلِّصْ مِنَ الغَيْرِ سِرَّنَا
وَقَدِّمْ أمُورِي يَا مُقَدِّمُ هَيْبَةً ................. وَأخِّرْ عِدَانَا يَا مُؤخِّرُ بِالعَنَا
وَيَا أوّلٌ مِنْ غَيْرِ بَدْءٍ وَآخِرٌ ................. بِغَيْرِ انْتِهاءٍ أنْتَ فِي الكُلِّ حَسْبُنَا
وَيَا ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْءٍ شُؤونُهُ ................. وَيَا بَاطِناً بِالغَيْبِ لاَ زِلْتَ مُحْسِنَا
وَيَا وَالِياً لَسْنَا لِغَيْرِكَ نَنْتَمِي ................. فَبِالنَّصْرِ يَا مُتَعَالِياً كُنْ مُعِزَّنَا
وَيَا بَرُّ يَا تَوَّابُ جُدْ لِي بِتَوْبَةٍ ................. نَصُوحٍ بِهَا تَمْحُو عَظَائِمَ جُرْمِنَا
وَمُنْتَقِمٌ هَاكَ انْتَقِمْ مِنْ عَدُوِّنَا ................. عَفُوٌّ رَؤُوفٌ عَافِنَا وَارْأفَنْ بِنَا
وَيَا مَالِكَ الْمُلْكِ العَظِيم بِقَهْرِهِ ................. وَيَا ذَا الْجَلاَلِ الْطُفْ بِنَا فِي أمُورِنَا
وَيَا مُقْسِطٌ بِالاسْتِقَامَة قَوِّنَا ................. وَيَا جَامِعٌ فَاجْمَعْ عَليْكَ قُلُوبَنَا
غَنِيٌّ وَمُغْنٍ أغْنِنَا بِكَ سَيِّدِي ................. وَيَا مَانِعُ امْنَعْ كُلَّ كَرْبٍ يُهِمُّنَا
وَيَا ضَارُّ ضُرَّ الْمُعْتَدِينَ بِظُلْمِهِمْ ................. وَيَا نَافِعُ انْفَعْنَا بِأنْوارِ دِينِنَا
وَيَا نُورُ نَوِّرْ ظَاهِرِي وَسَرَائِرِي ................. بِحُبِّكَ يَا هَادِي وقَوِّمْ طَريقَنَا
بَديعٌ فَأتْحِفْنَا بَدَائِعَ حِكْمَةٍ ................. وَيَا بَاقِياً بِكَ أبْقِنَا , فِيكَ أفْنِنَا
وَيَا وَارِثاً وَرِّثْني عِلْماً وَحِكْمَةً ................. رَشِيدٌ فَأرْشِدْنَا إِلَى طُرُقِ الثَّنَا
وَأفْرِغْ عَلَيْنَا الصَّبْرَ بِالشُّكْرِ وَالرِّضَا ................. وَحُسْنِ يَقِينٍ يَا صَبُورُ , وَوَفِّنَا
بِأسْمَائِكَ الحُسْنَى دَعَوْنَاكَ سَيِّدِي ................. تَقَبَّلْ دُعَانَا , رَبَّنَا وَاسْتَجِبْ لَنَا
بِأسْرَارِهَا عَمِّرْ فُؤَادِي وَظَاهِرِي ................. وَحَقِّقْ بِهَا رُوحِي لأَظْفَرَ بِالْمُنَى
وَنَوِّرْ بِهَا سَمْعِي وَشَمِّي وَنَاظِرِي ................. وَقَوِّ بِهَا ذَوْقِي وَلَمْسِي وَعَقْلَنَا
وَيَسِّرْ بِهَا أمْرِي , وَقَوِّ عَزَائِمِي ................. وَزَكِّ بِهَا نَفْسِي , وَفَرِّجْ كُرُوبَنَا
وَوَسِّعْ بِهَا عِلْمِي وَرِزْقِي وَهِمَّتِي ................. وَحَسِّنْ بِهَا خَلْقِي وَخُلْقِي مَعَ الْهَنَا
وَهَبْ لِي بِهَا حُباًّ جَلِيلاً مُجَمَّلاً ................. وَزِدْنِي بِفَرْطِ الحُبِّ فِيكَ تَفَنُّنَا
وَهَبْ لِي أيَا رَبَّاهُ كَشْفاً مُقَدَّساً ................. لأِدْرِي بِهِ سِرَّ البَقاءِ مَعَ الفَنَا
وَجُدْ لِي بِجَمْعِ الجَمْعِ فَضْلاً وَمِنَّةً ................. وَدَاوِ بِوَصْلِ الوَصْلِ رُوحِي مِنَ الضَّنَا
وَسِرْ بِي عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ مُوَحِّداً ................. وَفِي حَضْرَةِ القُدْسِ الْمَنِيعِ أحِلَّنَا
وَمُنَّ عَلَيْنَا يَا وَدُودُ بِجَذْبَةٍ ................. بِهَا نَلْحَقُ الأقْوَامَ مَنْ سَارَ قَبْلَنَا
وَصَلِّ وَسَلِّمْ سَيِّدِي كُلَّ لَمْحَةٍ ................. عَلَى الْمُصْطَفَى خَيْرِ البَرَايَا نَبِيِّنَا
وَصَلِّ عَلَى الأَمْلاَكِ وَالرُّسْلِ كُلِّهِمْ ................. وَآلِهِمُو وَالصَّحْبِ جَمْعاً وَعُمَّنَا
وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ كُلَّمَا قَالَ قَائِلٌ ................. تَبَارَكْتَ يَا اللهُ رَبّي لَكَ الثَّنَا

السبت، 22 يوليو 2017

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم ” 52 "


سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم ” 52 ":

" إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه ورادا ".

أي: إنما أورد الله عليك - أيها المريد - الوارد وهو ما يرد على قلبك من المعارف
الربانية واللطائف الرحمانية, لتكون به ـ أي بذلك الوارد المطهر لقلبك ـ عليه سبحانه واردا. فإن الحضرة منزهة عن كل قلب متكدر بالآثار متلوث بأقذار الأغيار .

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم ” 51 "

سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم ” 51 ":

"لا عمل أرجى للقبول من عمل يغيب عنك شهوده ويحتقر عندك وجوده ".

أي: لا عمل من أعمال البر أكثر رجاء للقبول ـ أي لقبول الله له ـ وفي نسخة للقلوب أي لإصلاحها من عمل يغيب عنك شهوده, لأنك إن غبت عن شهود عملك فقد بقيت حينئذ بربك وصار وجود العمل محتقرا عندك لاتهامك لنفسك في القيام بحقه .
ولذا قال بعض العارفين : كل شيء من أفعالك إذا اتصلت به رؤيتك فذلك دليل على أنه لا يقبل منك لأن المقبول مرفوع الوارد. وعلى المريد التحرر من رق الآثار.. وفضاء الشهود مطايا القلوب. وما هو مغيب عنك, وما انقطعت عنه رؤيتك فذلك دليل على القبول. يشير إلى قوله تعالى: { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }” 10 “ فاطر

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم ” 50 "

سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم ” 50 ":

" لا صغيرة إذا قابلك عدله, ولا كبيرة إذا واجهك فضله. "

أي: لا صغيرة من ذنوبك بل كلها كبائر إذا قابلك عدله تعالى. فإن صفة العدل إذا ظهرت على من أبغضه الله تلاشت حسناته وعادت صغائره كبائر, لأنه يعذبه على أصغر ذنب. ولا كبيرة إذا واجهك فضله.. وهو إعطاء الشيء بغير عوض, فإن صفة العدل إذا ظهرت لمن أحبه اضمحلت سيئاته وبدلت حسنات.
وأنا أقول كما قال الإمام الشاذلي: اللهم اجعل سيئاتنا سيئات من أحببت ولا تجعل
حسناتنا حسنات من أبغضت. فالإحسان لا ينفع مع البغض منك والإساءة لا
تضر مع الحب منك.

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم ” 49 "


سلسلة شرح الحكم العطائية,, الحكمة رقم ” 49 ":

"من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات."

أي: إن عدم حزنك - أيها المريد - على ما فاتك من ـ الموافِقات بكسر الفاء ـ ..
أي: الطاعات الموافقة للشرع وترك ندمك على ما فعلته من وجود الزلات أي المعاصي التي توجد منك علامة موت قلبك, ويفهم منه أن سرورك بالطاعة وحزنك على المعصية علامة حياتك. لما في الحديث: " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " . فإن الأعمال الحسنة علامة على رضا الحق ورضاه يقتضي السرور. والأعمال السيئة علامة على غضبه وغضبه يقتضي الحزن . فمن رضي الله عنه وفقه لصالح الأعمال. ومن غضب عليه تركه في زوايا الإهمال. أسأل الله التوفيق لأقوم طريق.

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم ” 49 "


سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم ” 49 ":

"لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى, فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه."

لما أفهم كلامه أن الندم على المعصية حياة القلب أشار بهذا إلى أن المراد الندم الذي لا يؤدي لليأس من رحمة الله تعالى . فالمطلوب أن تكون خائفا راجيا. فالخوف يحملك على التوبة من الذنب, والرجاء يطمعك في القبول. فإن من عرف ربه باللطف والفضل والامتنان استصغر في جنب كرمه ذنبه أيا كان من الصغائر والكبائر.. ولم يطلب لمقابلة الطاعات العدل بل الفضل. فعدم رؤيتك للأعمال علامة لقبولها.
قال الله تعالى : { أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ” 48 “ النساء . والله در القائل:

ذنوبي أن فكرت بها كثيرة ** ورحمة ربي من ذنوبي أوسع

هو الله مولاي الذي هو خالقي ** وإنني له عبد أذل وأخضع

وما طمعي في صالح قد عملته ** ولكنني في رحمة االه أطمع

سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم " 47 “

سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم " 47 “:

"لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه, لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره, فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة, ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور, ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور { وماذلك على الله بعزيز }” 20 “ إبراهيم.

أي: لا تترك - أيها المريد - الذكر الذي هو منشور الولاية لعدم حضور قلبك مع
الله فيه لاشتغاله بالأعراض الدنيوية, بل اذكره على كل حال, لأن غفلتك عن وجود ذكره بأن تتركه بالكلية أشد من غفلتك في وجود ذكره لأنك في هذه الحالة حركت به لسانك وإن كان قلبك غافلا عن المذكور. فعسى أن يرفعك أي يرقيك بفضله من ذكر مع وجود غفلة عنه إلى ذكر مع وجود يقظة أي تيقظ قلب لما يناسب حضرته من الآداب, ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور في حضرة الاقتراب, ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور, فتفنى حتى عن الذكر. وفي هذا المقام ينقطع ذكر اللسان ويكون العبد محوا في وجود العيان. كما قال بعض أهل هذا المقام:

ما أن ذكرتك إلا هم يقتلني ** سري وقلبي وروحي عند ذكراكا

حتى كأن رقيبا منك يهتف بي ** إياك ويحك والتذكار إياكا

أما ترى الحق قد لاحت شواهده ** وواصل الكل من معناه معناكا

وإذا صدر ذكر اللسان في هذا المقام فإنه يخرج من غير قصد ولا تدبر, بل يكون
الحق المبين لسانه الذي ينطق به, لأن صاحبه في مقام الحب المشار إليه بالحديث : " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به " إلى آخر الحديث وهذه المراقي لا يعرف حقيقتها إلا السالكون.. فقابلها بالتسليم أن لم تكن من أهلها { ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون }” 18 “ الجاثية.
وخذ في الأسباب يرتفع عنك الحجاب { وما ذلك على الله بعزيز }” 20 “ إبراهيم.