الجمعة، 21 يوليو 2017

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم 24


سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم 24:

"لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار.. فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها".

أي لا تعد وقوع الأكدار أمرا غريبا مدة كونك في هذه الدار الدنيوية فإنها ما أبرزت أي أظهرت إلا ما هو مستحق وصفها أي وصفها المستحق لها. وواجب نعنها أي نعتها الواجب أي اللازم لها. فمن ضرورياتها وجود المكاره فيها مع الانهماك عليها كما قال بعض واصفيها: طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأقذار ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء ج ذوة نار. ومن كلام جعفر الصادق: من طلب ما لم يخلق أتعب نفسه ولم يرزق. قيل له: وما ذاك ؟ قال: الراحة في الدنيا. وأخذ بعضهم هذا المعنى فقال: تطلب الراحة في دار العنا خاب من يطلب شيئا لا يكون. وقال الصفي الحلي: عدم تعسر المطالب بالاعتماد على الله.

قال العذول لم اعتزلت عن الورى ** وأقمت نفسك في المقام الأوهن
ناديت طالب راحة فأجابني ** أتعبتها بطلاب ما لم يمكن


وقال آخر:
ومن رام في الدنيا حياة سليمة ** من الهم والأكدار رام محالا
فينبغي للمريد أن يوطن نفسه على المحن.. فإنه لا يتحرك من قلبه عند نزولها به ما سكن . على حد ما قيل:
يمثل ذو اللب في لبه ** شدائده قبل أن تنزلا
فإن نزلت بغتة لم يرع ** لما كان في نفسه مثلا
رأى الأمر يفضي إلى ** آخر فصير أخره أولا
وذو الجهل يأمن أيامه ** وينسى مصارع من قد خلا
فإن دهمته صروف الزمان** ببعض مصائبه أعولا
ولو قدم الحزم في نفسه ** لعلمه الصبر عند البلا..


0 التعليقات:

إرسال تعليق