سلسلة شرح الحكم العطائية.. الحكمة رقم ” 40 ":
" إن لم تحسن ظنك به لأجل وصفه,, حسن ظنك به لأجل معاملته معك.. فهل عودك إلا حسنا ؟ وهل أسدى إليك إلا مننا؟"
اعلم أن تحسين الظن بالله تعالى أحد مقامات اليقين.. والناس فيه على قسمين: فالخاصة يحسنون الظن به لاتصافه بالصفات العلية والنعوت السنية. والعامة لِما عودهم به من الإحسان وأوصله إليهم من النعم الحسان.. فإن لم تصل - أيها المريد - إلى مقام الخاصة فحسن ظنك به لحسن معاملته معك.. فإنه ما عودك إلا عطاء حسنا.. ولا أسدى ـ أي أوصل إليك ـ إلا مننا.. والله عودك الجميل. فقس على ما قد مضى..وينبغي للعبد أن يحسن الظن بربه في أمر دنياه وأمر آخرته. أما أمر دنياه فأن
يكون واثقا بالله تعالى في إيصال المنافع إليه من غير كد ولا سعي أو بسعي خفيف مأذون فيه مأجور عليه بحيث لا يفوته شيئا من فرض ولا نفل فيوجب له ذلك سكونا وراحة في قلبه فلا يستفزه طلب ولا يزعجه سبب. وأما أمر آخرته فأن يكون قوي الرجاء في قبول أعماله الصالحة.. فيوجب له ذلك المبادرة لامتثال الأوامر والتكثير من أعمال البر. ومن أعظم مواطن حسن الظن باالله تعالى حالة الموت لما في الحديث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باالله ".. وورد : " أنا عند ظن عبد بي فليظن بي ما شاء"
** ليس أعجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه . . الرحلة من الأكوان إلى
المكون سبحانه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق