الجمعة، 21 يوليو 2017

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم 21

سلسلة شرح الحكم العطائية الحكمة رقم 21:


" طلبك منه اتهام له.. وطلبك له غيبة منك عنه.. وطلبك لغيره لقلة حيائك منه.. وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه ".

أي: طلبك منه تعالى حوائجك معتمدا على الطلب معتقدا أنه لولاه لما الأقدار جارية على العبد مع كل نفس له. حصل مطلوبك اتهام له تعالى بأنه لا يرزقك إلا بالطلب.. إذ لو وثقت به في إيصال منافعك إليك من غير سؤال لما طلبت . وأما إذا كان الطلب على وجه التعبد امتثالا لقوله تعالى: { ادعوني أستجب لكم } ” 60 “ غافر. فلا يكون معلولا.. وبهذا يجمع بين طلب الدعاء والنهي عنه.


وكذلك طلبك له تعالى بأن تطلب قربك منه والوصول إليه بعملك غيبة منك عنه إذ الحاضر لا يطلب وهو تعالى أقرب إليك من حبل الوريد.
وكذلك طلبك لغيره من الأعراض الدنيوية أو المراتب الأخروية لقلة حيائك منه.. إذ لو استحيت منه لم تؤثرعليه سواه.
وكذلك طلبك من غيره تعالى غافلا في حال الطلب عن مولاك إنما يكون لوجود بعدك عنه.. إذ لو كان قريبا منك لكان غيره بعيدا عنك.
فالطلب بأوجهه الأربعة معلول سواء كان متعلقا بالحق أو الخلق إلا ما كان على وجه التعبد والتأدب واتباع الأمر وإظهار الفاقة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق