الاثنين، 23 مايو 2016

سلسلة شرح الحكم العطائية --الحكمة رقم(6)


سلسلة شرح الحكم العطائية

الحكمة رقم 6:
"لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ.. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ.. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ".

الشرح : يقول الشيخ الشرنوبى : (أي لا يكن تأخر وقت العطاء المطلوب مع الإلحاح أي: المدوامة في الدعاء - موجبا ليأسك من إجابة الدعاء.. فهو سبحانه ضمن لك الإجابة بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } “ 60 “ (غافر) فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك.. فإنه أعلم بما يصلح لك منك . فربما طلبت شيئا كان الأولى منعه عنك فيكون المنع عين العطاء ، كما قال المصنف فيما يأتي: ربما منعك فأعطاك وربما أعطاك فمنعك.. . يشهد ذلك من تحقق بمقام: {عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} “216 “ (البقرة)، ولذا قال بعض العارفين: ومنعك في التحقيق ذا عين إعطائي.
وكذلك ضمن لك الإجابة في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد ، فكن موسوي الصبر.. فإن الصبر وعدم الاستعجال أولى بالعبيد. ألا ترى أن موسى كان يدعو على فرعون وقومه، وهارون يؤمن على قوله: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} “ 88 “ (يونس) إلى آخر ما قص الله في كتابه المكنون وبعد أربعين سنة حصل المدعو به فقال: {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} “ 89 “ (يونس). ، فقم أيها المريد بما أمرك الله به من الدعاء.. وسلم له مراده . فربما أجابك وادخر لك بدل مطلوبك ما تنال به الحسنى وزيادة.)

0 التعليقات:

إرسال تعليق